كتب/ محمد أبو الشباب
تتعرضُ النساءُ خلال حياتهن لِمُمارساتٍ تُهددُ سلامتهنّ الجسدية والنفسية، ويُعدّ ختانُ الإناثِ، أو تشويهُ الأعضاءِ التناسليةِ الأنثوية، واحدًا من أشدّ هذه الممارساتِ قسوةً وضررًا. في زمنٍ يتم المناداة بالعدالةِ والمساواةِ، ما زالت تُمارسُ ضدّ النساءِ والفتياتِ هذه الجريمةٌ التي تُهددُ سلامتهنّ الجسديةَ والنفسيةَ، هذه الممارسةُ – العادة – انتهاكًا لحقوقهن الإنسانية، وتُلقي بظلالٍ قاتمةٍ على حياةِ المرأةِ، تاركةً ندوبًا جسديةً وجنسية ونفسيةً عميقةً. فيُهددُ ختانُ الإناثِ بشكل مباشر وغير مباشر؛ اللذةَ والمتعةَ الجنسيةَ لدى النساء.
من واجبِنا جميعًا العملُ على مناهضة هذهِ الممارسةِ الضارةِ وحمايةِ حقوقِ النساءِ والفتياتِ، فأقصى ما تتمناه النساء هي عِيْشَة سوية بعيداً عن تلك الممارسات الضارة لِتستقرَ حياتِهنّ وليَتعزّزَ شعورَهنّ بالرضا.
آثارُ ختانِ الإناثِ على الحياةِ الجنسيةِ:
1. ألمٌ يمزقُ اللذةَ / الآلام تُفسد المتعة الجنسية:
لا يقتصرُ ألمُ ختانِ الإناثِ على لحظةِ الإجراءِ، بل يُصبحُ مُرافقًا دائمًا للعلاقةِ الزوجيةِ، حيثُ تُعاني بعض النساءُ المختناتُ من ألمٍ حادٍّ أثناءَ الجماعِ، ممّا يُؤدّي إلى خلق حاجز نفسي يدفعها الي النفورِ من العلاقةِ الزوجيةِ، وتحويلِها إلى تجربةٍ مُؤلمةٍ ينعكس تأثيرها ليصبح مُهددُاً لأستقرارَ الأسرةِ.
2. رغبةٌ مُقيدةٌ / رغبات مكبوتة ومقموعة:
قد تُعاني بعض النساءُ المختناتُ من انخفاضٍ في الرغبةِ الجنسيةِ بسبب الحاجز النفسي بالطبع، لأن الرغبة محلها العقل لا الأعضاء التناسلية، يُؤثّرُ على شعورِهنّ بالرضا و/أوالسعادةِ، ويزيدُ من شعورِهنّ بالفراغِ والانسحابِ من الحياةِ الزوجيةِ.
3. نشوةٌ بعيدة المنال / صعوبة بلوغ النشوة:
قد يُعدّ الوصولُ إلى النشوةِ الجنسيةِ صعبَاً بالنسبةِ للكثيرِات من النساءِ المختناتِ، وذلك في حالة عدم وجود شريك مًتفهم وداعم لها. ممّا يُؤثّرُ على شعورِهنّ بالرضاِ عن أنفسهنّ، ويزيدُ من شعورِهنّ بالخيبةِ والألمِ.
4. جسدٌ ونفسٌ مُتألمةٌ / آثار نفسية وجسدية سلبية:
بعض أنواع الختان قد تُؤدّي إلى تشوهاتٍ جسديةٍ في الأعضاءِ التناسليةِ الأنثوية مثل الختان التخييطي، ممّا يُؤثّرُ بشكل بالغ على شعورِ المرأةِ بالثقةِ بالنفسِ، ويُسببُ لها مشاعرَ الخجلِ والارتباكِ، ويُؤدّي إلى شعورِها بالنقصِ وعدمِ القبولِ.
5. خوفٌ يقتلُ المتعةَ / الخوف يقلل من الاستمتاع:
تُعاني النساءُ المختناتُ من خوفٍ وقلقٍ مُستمرٍّ من ممارسةِ الجنسِ، ممّا يُؤثّرُ على قدرتهنّ على الاستمتاعِ بالعلاقةِ الزوجيةِ، ويُحوّلُها إلى تجربةٍ مُؤلمةٍ تُثيرُ مشاعرَ القلقِ والرهبةِ.
6. اكتئابٌ وقلق يُهددُ حيواتهن / مشاكل نفسية تهدد حياتهن:
قد يُؤدّي ختانُ الإناثِ إلى سوء الحالة النفسية وشعورِ المرأةِ بالاكتئابِ أو القلق، بالطبع يُؤثّرُ ذلك على شعورِها بالرضاِ، وقد يُهددُ استقرارَ حياتِها الزوجيةِ والعائليةِ.
7. تجاهل مجتمعي يُعمّقُ الجراح / عدم التعاطف والقبول المجتمعي يزيد من معاناة الناجيات:
نفس المجتمع الذي يسعى لترسيخ جذور الختان، يعامل النساء الغير مختنات بشيء من الدونية والتجاهل. هذا التجاهل الاجتماعي يزيد من الجروح ويعمّقها. فيعانين من عزل اجتماعي، ويُلقي عليهن نظرات ازدراء من المجتمع، مما يُفاقم شعورهن بالوحدة والانقطاع، ويزيد من معاناتهن النفسية والجسدية حتى لو لم يتم اجراء الختان لهن!
ختان الإناث جريمة ضد الإنسانية، مسؤولية القضاء عليها تقع على عاتق الجميع، بدءًا من الأفراد، مرورًا والمؤسسات، وصولًا إلى الحكومات. وبالتالي يجب علينا العمل معًا لخلق بيئة خالٍة من هذه الممارسة، حيث تُحترم حقوق الفتيات والنساء وتُحفظ صحتهن وكرامتهن. من خلال نشر الوعي حول مخاطر ختان الإناث، ودعم ضحاياه، وتغيير الأعراف والتقاليد التي تُؤيده، وتفعيل وتشديد القوانين التي تجرّمه وتفرض عقوبات رادعة على مرتكبيه؛ بذلك يمكننا معا القضاء على ختان الإناث وضمان مستقبل أكثر عدلًا وكرامة لجميع النساء.